العزلة الاجتماعية في الأطفال والوقاية منها
تعتبر الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يتشرب الطفل منها ثقافته، وطرقة في التعبير عن ذاته وتواصله مع الآخرين، حيث تبنى فيها اللبنات اللغوية الأولى والخبرات الاجتماعية التي تمكنه من دخول عالمه، مصقولاً بمجموعة من الآليات التي تعينه في مواجهة المواقف الحياتية القادمة.
وتصبغ الأسرة التي يتربى فيها الطفل شخصيته بسمات المجتمع الذي يحيى فيه، حيث يكتسب أنماطاً اجتماعية مشتركة مع الأطفال الآخرين، وعندما يكون هذا المجتمع مزيجاً من الثقافات المتعددة، لا شك أن بعض الإرباك اللغوي والثقافي والاجتماعي يطرأ على سلوك الطفل، حيث يبدأ بالمقارنة والمحاكمة العقلية بين عدة سلوكيات تمر عليه،فإما يكون قادراً على التمييز والتقدير وبالتالي الخروج من هذه المحاكمة بنجاح، وإما يكون غير قادر على مواكبة ما يحدث حوله فيميل إلى الاستسلام والإنعزال والاجتماعي.
لذلك تأتي هنا أهمية الأسرة في مساعدته في تأصيل الثقافة التي ينتمي إليها، ومساعدته على التعبير عن ذاته في ظل هذا التنوع من الثقافات، حتى لا يكون مصيره الخوف والإنعزال من مواجهة العالم المحيط حوله.
تنشئة طفل متوازن نفسيا، ومتفاعل اجتماعيا هي مسئولية الأسرة منذ البداية، لأنها المجتمع
الأول الذي يحتك به ويتفاعل معه الصغير تمهيدا لاحتكاكه وتفاعله مع المجتمع الكبير بعد ذلك،
لذا فإن الوقاية من العزلة الإجتماعية هو ما يجب أن تعمل عليه أي أسرة تهتم بصالح طفلها.
أسباب العزلة الاجتماعية
يلجأ الطفل للعزلة عندما يشعر بعدم قدرته على التعبير عن حاجاته أمام الآخرين بالطريقة التي
يراها مناسبة، وعدم استطاعته الانخراط في المحيط الإجتماعي الذي يعيش فيه، مما يؤثر
على مفهومه عن ذاته، ويجعله يشعر بالغربة عن هذا الواقع ومن ثم الرغبة في الانعزال عنه
هروبا من المواجهة والوقوع في الخطأ أو الحرج.
وتعتبر الأسرة هي المسئول الأول عن عزلة الطفل، لأنها البيئة الإجتماعية الأولى التي يتشرب
منها ثقافته، وطرقه في التعبير عن ذاته وتواصله مع الآخرين، حيث تبنى فيها اللبنات اللغوية
الأولى والخبرات الإجتماعية التي تمكنه من دخول عالمه، مصقولاً بمجموعة من الآليات التي
تعينه في مواجهة المواقف الحياتية القادمة. ووجود أي خلل في ذلك يعني تقصير من جانب
الأسرة في أداء دورها.
إن عدم قدرة الطفل على التعبير عن حاجاته أمام الآخرين بالطريقة التي يراها مناسبة، وعدم قدرته على الانخراط في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه من شأنه أن يؤثر على مفهومه نحو ذاته، والميل إلى الشعور بأنه غريب عن هذا الواقع ومن ثم الانعزال عنه، هروباً من المواجهة والوقوع في الخطأ أو الاحراج، لذلك علىالأسرة مساعدته في الاندماج الاجتماعي والمواجهة عن طريق :
- الألعاب الجماعية التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال مختلفي الثقافات.
-الاحتكاك مع الأطفال الآخرين من ثقافات مختلفة.
-الحوار مع الطفل حول الأشياء والسلوكات التي يراها من الآخرين وتوجيهه أولاً بأول حول ما يمكنه الاقتداء أو الإبتعاد من سلوكيات.
-الاعتماد على اللعب التعبيري والتمثيلي والقيام بالأدوار للأطفال الذين يشعرون بالخجل.
-اصطحاب الطفل مع الوالدين وتعريفه على الآخرين، مع ذكر إيجابياته وقدراته
-استخدام التعزيز عند ظهور سلوكيات جريئة ومبادرة من الطفل.
-زرع روح المبادرة والتعبير عن الرأي عند الطفل، وحرية الاختيار واتخاذ القرار.